إن المتابع للساحة الفوتوغرافية العربية يرى مدى تغلل الإحباط واليأس لدى البعض والذي يحاول أن يبثه في الأجواء الإيجابية التي يتمتع بها الكثير من المصورين العرب، فالفناء الفوتوغرافي واسع وجميل وبه زوايا ومساحات كثيرة يقف عندها المصور بعين التأمل حين يرى ما لا يراه غيره بنظرةٍ تتنوع وتتعدد وتختلف ، فكل له أسلوبه متمايزا ومتفردا ، والفن عينٌ من الماء العذب ، وكل من يصدره له إناؤه الذي يشرب منه ، وإن اختلف حجم وجمال ذلك الإناء فالمصدر في النهاية واحد
إن الفن والإبداع لا حدود له ولكن من المؤسف أن يضع البعض قوانينه الخاصه و رؤيته التي يرى الفن من خلالها فقط وما دون ذلك يشكك في كونه فنّا
… هنا نقف لنقول كلمة حق
إن الساحة العربية فضلا عن الأجنبية بها أمثلة رائعة من المبدعين الفوتوغرافين الذين يختلفون في الرؤى والمجال ولكنهم جميعا ارتقوا الى سلم النجاح وهذا يعكس بدوره ويجيب على الكثير من المحبطين في الساحة اليوم.
ما الضير بأن يتوجه المصورون من الشباب الى مجال معين يرونه مناسبا وسريعا لتحقيق مايصبون إليه من نجاح؟ مجالا مرتبطا بحياة الناس أو البورتريه وحتى مجال الوايد لايف والفن المفاهيمي؟
هذا ذكاء وحنكة لدى شباب اليوم وليس أمرا سلبيا كما يعتقد البعض والتركيز على مجال ما في فترة معينة من الكثير يبرز قوة المصور وفكره بين أقرانه وإن تشابهت المواضيع و لنأخذه على أنه تنافس للخروج بالأفضل واليوم نرى أسماء ظهرت خلال الخمس سنوات الماضية لديها من الأعمال الفوتوغرافية من غير احتساب الجوائز التي لدى البعض تحفظ عليها مايضاهي في روعتها وإتقانها أعمال الكثير من المصورين المتمرسين الذين يملكون مسيرة فنية طويلة نسبيا فالعين الفنية المغايرة للمصور هي ملكة يعطيها الله سبحانه لمن أحب دون احتساب العمر أو الخبرة الطويلة في مجال التصوير.
ونعود ونقول بأن الفن لاحدود له وكل له نظرته فالمصور هو مخرج لعمله يرى ما يتناسب مع ذوقة وأفكاره و له مدارس متعددة قد لا تكون بمتناول المتلقي العادي لذا ليس بالضرورة أن يعجب الجميع. دعونا نرتقي بالنقد و نضع الزهور في طرق الشباب بدلا عن الأشواك وإجحاف موهبتهم والانتقاص من إبداعهم
إن لم تمتلك ما تقوله فليس من الحكمة أن تنطق
تحياتي
فاضل المتغوي